
بما أن الشهرة أصبحت هاجس العديد من الناس الذين يطمحون للحصول عليها واحتلال شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد، أصبحوا يُقْبِلُونَ على كل ما له علاقة بها من شراء الكتب وتعلم الدروس والخوض في ميادينها مثل التمثيل والقيام بأعمال بطولية إن تطلب الأمر ذلك وغيرها من الطرق التي يتبعونها بغية تحقيق هدفهم.
لكن جلهم يجهل الطرق البسيطة والسهلة للوصول إلى الشهرة بالرغم من أنها في متناول الجميع، ولا يمكن أن تخطر على قلب أي واحد منهم، هذه الطرق ستختصر عليهم الكثير من التعب والمصاريف المادية لأنهم لن ينفقوا فلسا واحدا إن أحسنوا إتباعها وكذا وقتها الوجيز فهي لن تتطلب منهم أكثر من بضعة أيام أو أسبوع كأقصى تقدير، بدل السنوات العجاف، ليتربعوا بذلك على قائمة مشاهير العالم.
من حافة الإفلاس إلى قمة رأس الشهرة:

سؤال بسيط: من منكم كان يعرف جريدة اسمها شارل إيبدو قبل أسبوع، حتى وإن كان البعض من المهتمين بالشأن الفرنسي سيكون قد سمع بها لكن لا أحد كان يعرفها أصلا قبل سنة 2006 (أول مرة تنشر رسومات مسيئة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم). هذا الأسبوع لا حديث إلا عنها وعن والهجوم الذي تعرضت له، حتى أصبحت محط تعاطف كل إرهابيي العالم، بدليل حضور كل أصناف الديكتاتوريين في الصفوف الأولى للتظاهرة التضامنية.
هذه الصحيفة التي كانت طوال مسيرتها على شفا جرف الإفلاس غير مامرة لتستعين بمعونات الدولة بغية استمرارها، بل وحتى المواطن الفرنسي لم يكن يعيرها أي إهتمام، تماما كأن تسأل أي مواطن في عالمنا العربي عن جريدة محلية تصدر في مدينة معينة، هكذا كانت شارل إيبدو تتذيل ترتيب الصحف في فرنسا.
لكنها أصبحت أشهر صحيفة في العالم والكل يرفع شعار التضامن معها وكأنها رائدة السخرية ورسومات الكاريكاتير في العالم، وذلك بسبب تصرف بسيط جدا وهو رسم القليل من الخطوط المبعثرة والتي لا يمكن حتى تسميتها بالكاريكاتور مع جملة بسيطة بأسفلها تستهزئ بالرحمة المهداة محمد صلى الله عليه وسلم، هذا الرسم الحقير كان كافيا ليوصلها إلى قمة الشهرة العالمية في وقت وجيز.
إرهابيون ينددون بالإرهاب:

المتضامنون مع صحيفة شارل إيبدو في التظاهرة التي حضرها كل رموز الإرهاب الحقيقي رفعوا شعار على شكل هاشتاج باسم je suis charlie وكان من بينم الدمية عباس والذي لم يسبق له أن خرج في أي تظاهرة لا في رام الله ولا غزة ولا القدس ليندد بالجرائم الصهيونية ضد إخواننا في فلسطين بل إنه وقف جنبا إلى جنب مع الصهيوني النتن ياهو الذي لا يتوانى في قتل الأطفال الرضع والمشايخ العزل. دون أن ننسى الإنقلابي العرص الذي أباد أكثر من ألفي شهيد في ميداني رابعة العدوية والنهضة بدم بارد ودون أن يَرِفَّ له جفن لكن قلبه فجأة غمرته مشاعر التضامن بسبب مقتل 12 (….) في غير بلاده.
#Je_ne_suis_pas_charlie :
شخصيا ضد استعمال العنف كوسيلة للدفاع عن أفكارك لكن الكل يعلم أن الغرب لا يعترف إلا بالقوي ولن يبالي بصراخك وتنديدك ما لم يكن لك وزن في هذا العالم.
خاطبني أحدهم متهما إياي بكوني لا أعرف الإنسانية والرحمة فقط لأنني لم أتضامن معهم ولم تظهر على وجهي آثار الحزن، فقلت له أن حزني كله فرقته على إخوتي في فلسطين وسوريا ولم أعد أملك ما يكفي لأتبرع به للكلاب وأن قلبي تفطر من شدة ما يتعرض له إخوتي العرب فأصبح قاسيا لا يعشر بالأنذال.
سأكون سعيدا لو شاركتني رأيك: