يروى أن ملكا كان يستشير وزيرا له عن أحوال الرعية وأحوال الطقس كلما عزم الذهاب للصيد، وفي يوم كان أوله مشرقا اصطحب فخامته معه عائلته وحاشيته بعد أن أكد له الوزير أن اليوم سيكون مشمسا، ممتعا وصحوا. لكن فجأة تغير الطقس واكفهر الجو وامطرت السماء على حين غرة تصاحبها ريح عاتية، فذهب سعادته مع أسرته إلى كُوخ ليحتمي فوجد به مُزارعا راقدا في فراشه. فسأله الملك عن سبب عدم نهوضه وذهابه الى حقله، فأجاب :
إنني أنظر الى حماري فإن كانتا أذنيه نازلتين مبسوطتين أقوم لعملي لانهما تُنْذِرَانِي بإعتدال الجو وخُلُوِّهِ من الريح العاتية والأمطار، وإن كانتا نافرتين عاليتين أُوقِنُ أن الجو ليس على ما يُرام فأعْتكفُ في بيتي ولا أخرج كمثل هذا اليوم الذي زرتني فيه.
وما أن سمع الملك بهذه المعلومة حتى أصدر أمرا بإعفاء وزيره وباقي حاشيته الذين أخطأوا تقدير حالة الطقس وتعيين وزرائه ومستشاريه من الحمير وليس من المواطنين، لكي يسهل عليه الإضطلاع على أحوال الطقس من خلال آذانهم و على أحوال الرعية من خلال ذيلهم والتعرف على أسعار خيزو و جافيل من خلال نهيقهم .......
ما أجمل منظر الوزراء (الحمير) وهم يخرجون من مبنى البرلمان بعد جلسة عاصفة متجهين إلى الإسطبلات لمواصلة علفهم …
سأكون سعيدا لو شاركتني رأيك: