هذه مجموعة من المشاهد التي تطبع مجتمعي في هذه الأيــــــام. والتي تعكس حال ومآل هذا المجتمع الغارق في الويلات.
المشهد الأول:

أثناء محادثة الشاب واستفساره عن سبب إقدامه على الانتحار وقد كان في حالة يرثى لها من البكاء والإنهيار النفسي أجاب بأن فتاة تدرس معه يحبها لكنها لا تبادله نفس المشاعر بل وترفضه جملة وتفصيلا.
واحد من شباب الأمة المعول عليهم لحمل المشعل مستقبلا يربط حياته كلها بعلاقة غير شرعية مع الجنس الآخر، هذه هي أقصى أماني وأحلام الشباب في هذا الزمن، أما الحديث عن المسؤولية والنجاح والتهمم بأمور الأمة والقبلة الأولى والرقي الإجتماعي، هي أمور لا تعني شبابنا في شيء.
المشهد الثاني:

الأفلام المغربية التي أصبحت تغزو الإعلام الرسمي. أمر جيد أن تعرف الأفلام المغربية تقدما في الإنتاج لكن المشكلة هي أن هذه الأفلام مغربية بدارجتنا فقط فما يشغل بال مسؤولي إعلامنا الرسمي هذه الأيام هو الإنكباب على دبلجة الأفلام السورية والتركية والمكسيكية والهندية و... إلى الدارجية المغربية لكي يسهل على الأمي أيضا فهم العلاقات الحميمية التي تنسج في هذه المسلسلات، مع تهميش واضح إن لم نقل تغييب للبرامج الحوارية فقد أصبحت كل قناة تعرض برنامجا أو اثنين على الأكثر لتناول المشاكل الاجتماعية والسياسية (السطحية فقط) في الأسبوع الواحد وعرضها يأتي بعد منتصف الليل طبعا.
محاولات أخرى لإلهاء الشعب عن همومه فقد أصبح تفكير المجتمع ينصب على مصير الفتاة التي طلقها زوجها في الحلقة الماضية رقم 1625 بدل التفكير في غلاء الأسعار ومتابعة لصوصي البلاد.
المشهد الثالث:

بالأمس عاينت معركة حامية الوطيس لا يمكن أن تشاهدها إلا في أفلام هوليود وأعتقد أن مخرجي ومنتجي تلك الأفلام لو شاهدوا المعركة لقدموا لهم عروضا سخية للمشاركة في أفلامهم لما كشفوا عن موهبة فذة في القتال..
المعركة استعملت فيها كل الأدوات الحادة والقنينات المكسرة أسفرت عن إصابة 5 بجروح بالغة نقلوا مباشرة بعد انتهاء العرض إلى المستشفى، مثل هذه الأخبار لا تسمعونها إلا في التلفاز لكن عاينتها مباشرة..
المؤسف في الأمر أن إثنان من المصابين أصيبوا بشكل خاطئ كان هدفهما تفريق المعركة فإذا بقنينة تنزل على رأس أحدهم ليغمى عليه، والثاني قُذِفَ بحجر في مؤخرة رأسه أفقدته توازنه والكثير من دمه.
رغم كل الدماء التي سالت والمعركة التي استمرت زهاء خمس دقائق إلا أن "الأمن" الوطني لم يصل إلى مسرح العرض بالرغم من استدعائه أكثر من مرة..
هذا هو مجتمعي ينقسم بين من هو غارق في أحلام الوهم والتحلل، وبين من يصارع لصوص الوطن من أجل الحفاظ على حياته ورزقه.
سأكون سعيدا لو شاركتني رأيك: